أغارت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة ليلة الأحد 28 ديسمبر/كانون الأول في أحدث هجوم ضمن قصفها المتواصل على أحياء القطاع منذ 3 أيام. وأسفرت الغارات عن مصرع ما يقارب 300 فلسطيني وجرح مئات آخرين وتدمير الجامعة الإسلامية جراء إصابتها بعدة صواريخ.
وقال شهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت مباني الجامعة 6 مرات بعد حلول منتصف الليل.
وكانت القوات الاسرئيلية اغارت على مبنى سكني في مخيم جباليا، مما ادي الى مقتل 14 شخصا بينهم رضيع في شهره الرابع عشر.
في حين استهدف هجوم اخر منزلا مجاورا لبيت رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، الذي لم يكن متواجدا فيه. كما سقط فلسطينيان ونحو 20 جريحا عندما قصفت إسرائيل أنفاقا على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب السلع.
وعلى حدود القطاع قضى شخصان في غارة استهدفت انفاقا معدة لتمرير السلع الغذائية الى غزة من مصر.
وبحسب مصادر طبية فان عدد القتلى مرشح للارتفاع لان البحث لايزال جاريا عن مفقودين لايزالوا تحت الانقاض.
ورغم ذلك يبدو ان حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية مصممة على الذود عن حماها ولاملجأ لديها الا للبندقية.
الجيش الإسرائيلي يعترف بسقوط 24 صاروخا فلسطينيا
اعترف الجيش الإسرائيلي بأن المقاومة الفلسطينية أطلقت خلال ساعات الأمس 24 صاروخا أحدها من طراز "غراد" على جنوبي إسرائيل.
وكان الجيش استدعى الآلاف من جنوده الاحتياطيين استعدادا لاحتمال شن عملية عسكرية برية في قطاع غزة .
ويبدو المشهد في تل ابيب مختلفا كليا عما يجري في القطاع، فقد أهدى رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولمرت في عيد حانوكا تبريكاته وتحياته الدافئة لاهالي بلدات اسرائيل الجنوبية، حيث قواته غارقة حتى النخاع في قتلها للفلسطينين في غزة.
وحول هذا الموضوع قال أولمرت : "انا متاكد انكم مثلي توجهون تمنياتكم الدافئة الى سكان جنوبي اسرائيل الذين يعيشون بفضل العناية الالهية وبفضل قواتنا المسلحة وعناصر اجهزتنا الامنية".
من جهة أخرى تلوح طلائع الحرب البرية الاسرائيلية في الافق اذ افادت مصادر اعلامية ان قادة الجيش والاجهزة الامنية قدموا في اجتماع الحكومة خططا مفصلة عن حيثيات عملية عسكرية، وهو ما يشير الى احتمال اطلاق توغل بري واسع.
وفي اعقاب مقتل وجرح ما يزيد عن الالف فلسطيني قالت إسرائيل انها لن تكف عن ضربهم وهي ماضية في طريق تحدده هي وحدها.
حماس تدعو لمزيد من الضربات في العمق الإسرائيلي
من جهتها دعت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم جميع فصائل المقاومة الفلسطينية الى اخذ زمام المبادرة وتوجيه الضربات الحازمة الى العمق الاسرائيلي.
وقال برهوم:" لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون على كل فصائل المقاومة واذرعها العسكرية وعلى راسها كتائب القسام ان تبقى على حالة الاستنفار العام وان تاخذ على عاتقها زمام المبادرة وحماية الشعب الفلسطيني، وان توجه الضربات القاصمة لعمق الكيان المغتصب".
نصر الله يدعو مصر لفتح حدودها مع غزة
وفي سياق ردود الفعل، دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشعب المصري إلى الخروج بالملايين من أجل الضغط على حكومته لفتح معبر رفح.
ورأى نصرالله في كلمة ألقاها يوم الأحد، أن ما يحصل في غزة يهدف إلى إخضاع الدول التي لم تخضع بعد للشروط الأمريكية الإسرائيلية وفق تعبيره.
لافروف يدعو إسرائيل لوقف إطلاق النار
من جهته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، الى وقف اطلاق النار في القطاع والسماح بعبور المساعدات الإنسانية إلى غزة .
وقالت الخارجية الروسية إن موسكو ما زالت مصممة على وقف العنف، الذي ادى الى مقتل عدد كبير من الفلسطنيين .
كما ودعت الخارجية إلى العودة الى التهدئة التي من شأنها أن تضمن امن المواطنين جنوب اسرائيل . وجاء في البيان أن روسيا ستُواصل جهودَها لكسر دائرة العنف في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات.
بان كي مون يدعو لوقف العنف
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للعنف والعمليات العسكرية في قطاع غزة.
وفي بيان أصدره الناطق الرسمي باسم الأمين العام أمس الأحد أعرب المسؤول الاممي عن حزنه العميق لمقتل 9 من عمال وكالة الأمم المتحدة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وأضاف البيان أن بان كي مون يأمل في أن يسمح القادة الإسرائيليون بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته ليفني قد تعهدا له شخصيا بذلك.
وفي عواصم عربية وعالمية انطلقت مظاهرات تضامنية مع غزة، وندد المحتجون "بالصمت العربي" الذي اعتبروه تشجيعا ضمنيا لإسرائيل على الاستمرار بحربها.
ردود فعل عالمية
ردود الفعل الرسمية والشعبية على هجوم غزة ما زالت تتصاعد لليوم الثاني على التوالي تنديدا بجريمة إسرائيل ضد الإنسانية.. على حد وصف رئيس الوزراء التركي.
فقد خرجت مظاهرات تضامنية غاضبة وحاشدة في بلدان عربية وإسلامية وأجنبية منها الأردن ومصر والسودان والمغرب والجزائر وموريتانيا والإمارات والسعودية وتركيا وأستراليا وحتى في كاليفورنيا.
وفي ايران حث المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي الدول الاسلامية على معاقبة إسرائيل لما ترتكبه فيما دعا لاريجاني شعوب العالم الى الوقوف ضد سياسة اسرائيل. وعمت المظاهرات الشعبية شوراع طهران وأدى بعضها الى صدامات بين رجال الشرطة وبين المتظاهرين الذين حاولول الدخول الى مكتب الامم المتحدة استنكارا للهجمات الاسرائيلية.